المقالات

الرياضات الإلكترونية.. نبض الجيل وإلهام المستقبل

كاتب المقالة: رحاب عبدالعالي

تشهد المملكة تحولًا ملحوظًا في مشهد الرياضة الرقمية، حيث باتت الرياضات الإلكترونية أكثر من مجرد منافسات ترفيهية؛ فهي رمزٌ لنهضة الشباب وتقدم التكنولوجيا، وتُعدّ بمثابة جسر يربط بين الإرث الحضاري العريق والطموح المستقبلي المُشرق، وفي عصرنا الذي تتسارع فيه وتيرة التطورات الرقمية، أصبح لدى الجيل الحالي من أبناء المملكة شغفٌ يتماشى مع تحديات الزمن؛ إذ تتداخل التكنولوجيا مع الحماس الرياضي لتشكل واقعًا جديدًا يتجاوز حدود التقليدي.

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة بي دبليو سي في أغسطس ٢٠٢٤، من المتوقع أن يساهم هذا القطاع بمبلغ ١٣.٣ مليار دولار أمريكي (٥٠ مليار ريال سعودي) في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام ٢٠٣٠م، وتوفير فرص عمل جديدة، تُبرز حرص الدولة على تأهيل الكفاءات المحلية وتأمين مكانة رائدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

ولم يغب عن القيادة الرشيدة أهمية دعم المواهب الوطنية في عالم الرياضات الإلكترونية،  وقد أكد على ذلك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، في جلسة حوارية خلال منتدى الاستثمار الرياضي قائلاً:  الجيل الحالي من أبناء المملكة من الجنسين بارعون وشغوفون بالرياضات والألعاب الإلكترونية، الأمر الذي جعل مؤسسات الدولة مطالبة باتخاذ خطوات وإجراءات من شأنها حمايته وتوفير الظروف المثالية ليكون قطاعًا من القطاعات التي يجعله رافدًا للتنمية الوطنية، لا سيما أنه بات قطاعًا ينبغي توظيفه والاستفادة منه اجتماعيًا وثقافيًا ورياضيًا واقتصاديًا” ،  فالاستثمار في الشباب الهاوي للألعاب الإلكترونية والوصول بهم إلى الاحترافية، وبالتالي المشاركة في بطولات عالمية أمر إيجابي، يعد رؤية ديناميكية للتنمية و مفتاحًا رئيسيًا لاستثمار الإمكانات .

اليوم تجدد المملكة اسبقيتها بقراءة المستقبل وتتعامل معه كواقع معاش، إذ اتخذت من نفسها باكورة لبدء عالم رقمي، ذي ارتباط بالجوانب الترفيهية والاقتصادية فالرياضات الإلكترونية لم  تعد مجرد ظاهرة ترفيهية؛ بل عنصر أساسي في رؤية استراتيجية تهدف إلى تحويل المملكة لمركز رياضي رقمي عالمي، ومع استمرار هذه الجهود والتحديات المؤثرة، والسير بخطى واثقة، نجد أنفسنا أنام مستقبل رقمي واعد، يعكس طموحات الجيل الحالي ويشكل منصة لتحقيق الإبداع والابتكار في عصر التكنولوجيا الحديثة .

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.