المقالات

لعبنا كثيراً…فهل نسينا أنفسنا ؟

كاتب المقالة: طيف العمري

في كل مكان حولنا، أصبح من الطبيعي أن نرى شابًا أو حتى طفلًا غارقًا في شاشة هاتف أو جهاز ألعاب لم تعد هذه المشاهد تثير الاستغراب كما في السابق، بل أصبحت مشهدًا يوميًا مألوفًا الألعاب الإلكترونية تسللت بهدوء إلى حياتنا، وأصبحت جزءًا أساسيًا من روتيننا، وواقعًا لا يمكن تجاهله.

ما كان يُنظر له قديمًا على أنه مجرد مضيعة للوقت، تحوّل اليوم إلى أسلوب ترفيه رئيسي، وأحيانًا إلى شغف، وأحيانًا أخرى إلى مهنة. كثيرون باتوا يخصصون أوقاتًا محددة في يومهم للعب، كما لو كان موعدًا لا يجب تأجيله، والبعض منهم يقضي فيه ساعات طويلة دون أن يشعر بالوقت.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا: كيف أصبحت لعبة إلكترونية تنافس العلاقات الاجتماعية، والواجبات الدراسية، وحتى النوم والطعام؟

هناك من يجد فيها متنفسًا من ضغوط الحياة، وهناك من يعوض بها شعورًا بالنقص أو الفراغ  البعض يحقق من خلالها إنجازًا وهميًا يغنيه عن مواجهة الواقع، والبعض الآخر يجد فيها مساحة حرة للتعبير والانطلاق، بعيدًا عن القيود ولا يمكن إنكار الجانب الإيجابي: مهارات تفكير، دقة ملاحظة، سرعة رد فعل، وبعضها يزرع حب التحدي والعمل الجماعي كما أن هذه الصناعة فتحت أبوابًا جديدة للوظائف والابتكار، خاصة في المملكة التي تحتضن بطولات عالمية ومجتمعات ألعاب متطورة لكن، حين يتحول اللعب من هواية إلى هوس، من ترفيه إلى عزلة، من متعة إلى إدمان… هنا يجب أن نتوقف قليلًا، ونسأل أنفسنا: هل ما نفعله ما زال “لعبًا”؟ أم أننا نخسر جزءًا من حياتنا ونحن نظن أننا “نمرح”؟ أنا لست ضد الألعاب، بل أراها تطورًا طبيعيًا في عالمنا الرقمي. لكنها مثل كل شيء جميل… إذا زاد عن حده، انقلب إلى ضده اللعب ليس خطأ، لكن الخطأ أن ننسى من نكون خارج الشاشة، أن ننسى علاقاتنا، مسؤولياتنا، وحتى صحتنا الألعاب ستبقى، بل وستتطور أكثر. لكن علينا أن نكون أذكى منها، نتحكم بها، لا أن نسمح لها بالتحكم بنا.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.